الفَرْقُ بَيْنَ الحُبِّ والمَوَدَّۃ
ُالحُبُّ والمَوَدَّۃ
تعرف اللغة العربية وتتميّز بوجودِ العَديد من الكلمات التي تبدو متشابهةً ولكنّها تختلف في معناها؛ فهناك الكثير من المصطلحات التي تُستخدم لوصف العديد من الحالات النفسيّة والتصرفات المختلفة، وقد تكون هذه المُصطلحات متقاربةً من بعضها البعض وتختلط أحياناً على النّاس، ومن أكثر هذه المُصطلحات استخداماً مصطلحا الحب والمودة واللذين يختلفان في المعنى بشكلٍ كبيرٍ. يُعتبر الحب من الصفات النفسيّة العاطفيّة القلبيّة، بينما تُعتبر المودّة من الصفات العمليّة وهي أثرٌ سلوكيٌّ متفرّع من الحبّ، فمن أحبّ شخصاً ما سيظهر له المودة بالتأكيد، فالحبّ هو المؤثّر والسبب والمودة هي الأثر الناتج عن الحبّ وكلّ حبّ وراؤه مودة.
*المودة في القرآن الكريم:*
ذُكرت المودة في العديد من المواضع في القرآن الكريم، قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) {الروم:21}؛ حيثُ إنّ هذه الآية تُوضح أنّ السكن والمودة والرحمة هما أساس الحياة الزوجيّة بين الرجل والمرأة، فبغياب المودة والرحمة بينهما ينهار الزواج، والسكن هنا هو سكينة النفس والطمأنينة والاستقرار، والمودّة هي أمر تبادليّ أي يتبادلها الزوج والزوجة ولا تتحقّق إلا من كلا الطرفين. الحب في القرآن الكريم ذُكر الحب في العديد من المواضع في القرآن الكريم، وكانت له العديد من المعاني والتفسيرات.
هناك نوعان للحبّ وهما: الحبّ العقليّ، والحبّ الحسيّ، وذُكر كلا النوعين في القرآن الكريم في العديد من الآيات ومنها: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) {يوسف:33}؛ حيثُ تتكلّم الآيات الكريمة السابقة عن قصة النبيّ يوسف -عليه السلام- مع امرأة العزيز، ورفضه لدعوة النساء إيّاه؛ حيثُ قال بأنّ السجن أحبّ إليه من كل ذلك وهنا يكون الحبّ عقليّاً؛ حيثُ ترك ما دُعي إليه من الشهوات وفضّل الصواب على كل ذلك. (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ) {البقرة الآية: 165} والمقصود بالآيات الكريمة أنّه من أحبّ غير الله عزّ وجل فهو يظلم نفسه، فيتّجه الناس لحبّ المال، والنساء، والشهوات، والسيطرة ويبتعدون عن الله تعالى.
*درجات الحب :*
للحبّ درجات على عكس المودة وهذه الدرجات هي:
- الحب: ويعني غليان القلب عند لقاء المحبوب وهو عكس البغض.
- الصبابة: وتعني الشوق. الهوى: المحبّة الشديدة وغلبتها في القلب.
- العلاقة: وتعني الحب والهوى الذي يلازم القلب.
- الجوى: أي تحوّل الحبّ إلى شيء مُلازم لمدة طويلة.
- الخلة: أي الخليل الذي ليسَ في محبّته خلل.
- الكلف: التولّع بالشيء.
- العشق: الإفراط في الحب.
- الشغف: الحبّ الشديد الذي يتمكّن من القلب.
- الشعف: وهو داء ومرض في القلب، يمكن أن يقتل صاحبه.
- المتيّم: هي مرحلة ذهاب العقل من شدة الحب.
- البتل: غلبة الحب
- الوله: ذهاب الفؤاد من الحب
- الهيام: تعني وصول الحب إلى درجة الجنون الكامل
بقلم : دكتور عبد ﷲ
فأيقنت بأن الطرف قد قال مرحبا # فأهلا وسهلا بالحبيب المتيّم
bagus