Nasehat Guru mulya habib umar bin hafidz yaman

من توجيهات العلامة الحبيب عمر بن حفيظ، في مجلس توديع طلاب الدورة الرابعة والعشرين بدار المصطفى

▫الدنيا محل الفراق ولابد فيها من الفراق { أحبب من شئت فإنك مفارقه} .

 ولكن الاجتماع والافتراق زَيْنَه وخَيْرُه وبركته أن يكون لله وفي الله مقبولا عند الله ، إذا تم ذلك فَنِعْمَ الاجتماع ونعم الافتراق،
▫ يقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: { اجتمعا عليه وتفرقا عليه }. 

إذا كان الأمر كذلك فكل اجتماعٍ اجتمعنا فيه؛ سواء على سبيل التفصيل لكل يوم أو لكل مجلس أو لكل صلاة صلينا فيها، أو على سبيل الجملة من أيام الموسم من بداية الدورة إلى أن وصلنا إلى هذا الختم الذي ابتدأ بجلساتٍ في الليلة الماضية وفي عصرية تلك الجمعة في الساعة الفاطمية التي اجتمعنا فيها في مصلى أهل الكساء ثم بما كان في البارحة وما كان في هذا اليوم وهذه الساعة الكريمة المباركة.

وساعات اللقاء والافتراق التي تكون من أجل الله يتوفر فيها عطاء الله سبحانه وتعالى، ويتوفر فيه الجود الذي من أجله.

كان تَرَقُّبُ أهل المدينة لقدوم المصطفى -سواء لمَّا قدم القدوم الأول في شهر ربيع الأول في مجيئه الهجرة الشريفة- كلما خرج بعد ذلك غزوة من الغزوات تعرضوا لاستقباله عليه الصلاة والسلام. 
وكان إذا استقبل مَن استقبل دخل إلى المسجد الشريف وجلس عليه الصلاة والسلام بعد أن يصلي في المسجد مع هؤلاء المقبلين ؛ فتكون مِن ساعات النفحات ؛ كذلك شؤون التوديع وشؤون كل افتراق

وقد نُدبنا في مجلس نبدأه بالسلام وعند الافتراق كذلك يكون السلام كما جاء في الحديث {فليست الأولى بأحق من الثانية } لما يحصل في ساعة الاجتماع وساعة الافتراق مِن مدد خاص من الرب تبارك وتعالى يقسمه ويهبه لمن شاء.

ولذا سَنَّ أهل الخير والفضل في الأمة استقبال الحجاج، وقد كان أهل البلدان والمناطق يخرجون إلى استقبالهم إلى خارج البلد في وقت مجيء وفد الحجاج وتودعيهم إذا ارادوا الذهاب والتوديع. ومن هنا أيضا جاء أيضا جاء اعتناء الأمة استقبال مَن يَفِد إليهم من الصلحاء ومن الأولياء ومن الأخيار لحظة وصوله، ثم الحرص على ساعة وداعه عند سفره ؛ لما تُخَصُّ به ساعات بداية اللقاء وساعات الافتراق في الله أيضا مِن واسع الفيض وواسع المدد . 

وأنتم في ساعة من هذه الساعات الشريفة المباركة التي فيها نظر الحق جل جلاله إلى نيلِ فوق ما رُمْنَا أو ترومونه، وكل ما رامه أرباب الأطماع الواسعة في حضرة الله والرجاء الواسع عند الله ؛ 

إذا ارتفع النظر إلى ما عند الله تصاغر كل ما طمعوا فيه وكل ما رجوه وكل ما أملوه.

وفي الساحة الكريمة المباركة مِن أسرار تلك الرَّجْوَى ومن أسرار ذلك الطمع فيما عند الله والرَّغَب إليه سبحانه وتعالى ما هو جديرٌ عند إقبال قلب الواحد منه أن يعمره وأن يغمره وأن يهيأه لشريفِ منازلات في الحياة، وعند الوفاة، ولقاءات كريمة في البرازخ، ولقاءات كريمة في يوم القيامة في تلك المواقف المتعددة ؛
 منها بعض أهل هذه المجالس لحظة الوقفة من القبر لحظة الخروج من القبر يمتد له حبل ساعة أدركها في مثل هذا المجلس فتجمعه مباشرة بخيار مَن كان في المجلس ممن عرفهم في الدنيا أو مِن الأرواح التي حضرت معهم. وإذا به مباشرة مع وفد قال تعالى : (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا). 
ومنهم مَن تأتيه عناية رابطة كانت عُقِدت بشيء مِن المجالس عند لحظة الاجتماع في ظلِّ العرش ؛ فيلحق بهم في ذلك الموطن.

صلّوا علی النّبي محمّد

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url